Input your search keywords and press Enter.

مخاوف من تصعيد واسع بين إسرائيل و”حزب الله”

أعربت مصادر سياسية لبنانية عن مخاوفها من إمكانية اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل و”حزب الله”، تتجاوز حدود المنطقة، لأسباب عدة. السبب الأول هو تعنت إسرائيل ورفضها لوقف إطلاق النار في غزة، بينما السبب الثاني هو لجوء إسرائيل إلى التصعيد العسكري تحت ذرائع مختلفة.

وأوضحت المصادر أن إسرائيل قد قامت بتوسيع دائرة العدوان بشكل ملحوظ، من خلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو 2024، واغتيال القائد الجهادي في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو 2024. هذه التحركات تُعتبر تجاوزاً غير مسبوق لقواعد الاشتباك المطبقة عادة.

وفي ظل التهديدات الإيرانية و”حزب الله” بالرد على هاتين الجريمتين في الوقت المناسب، باتت المساعي الدبلوماسية محمومة لمنع الانزلاق إلى حرب مفتوحة. تتضمن هذه المساعي المفاوضات التي جرت في الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و”حماس”، برعاية قطرية وأمريكية ومصرية. في ذات الوقت، يستمر الاستعداد والتهيؤ للرد من جانب إيران و”حزب الله”.

في هذا السياق، نشر “حزب الله” فيديو بعنوان “جبالنا خزائننا”، يعرض منشأة عسكرية تحت الأرض تحمل اسم “العماد 4″، مزودة بعدد من راجمات الصواريخ والتجهيزات العسكرية. هذا الفيديو جاء كرسالة حاسمة لإظهار استعداد الحزب الكامل لمواجهة أي عدوان إسرائيلي. وقد لاقى هذا الفيديو اهتماماً كبيراً، خاصة أنه تزامن مع الزيارات الدبلوماسية المكثفة إلى لبنان من قبل الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، بالإضافة إلى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.

وتعليقاً على الفيديو، اعتبر الدكتور علي مطر، المحلل السياسي، أن ما عرضه حزب الله شكل مفاجأة كبيرة، مشيراً إلى أن المنشأة العسكرية تحت الأرض توضح قدرة الحزب على التكيف مع الضغوطات، وتجعل من الصعب على إسرائيل استهداف قدراته الصاروخية.

من جانبها، اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الفيديو يشكل تحذيراً جديداً، يبرز قدرة “حزب الله” على إخفاء أسلحته وتخزينها في أنفاق تحت الأرض، مما يعقد مهمة استهدافها ويزيد من صعوبة المواجهة العسكرية.

يُذكر أن التصعيد العسكري بدأ يتسارع بشكل ملحوظ منذ اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير 2024، وذلك في إطار سلسلة من الهجمات والردود التي تلت عملية “طوفان الأقصى” في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *